جريدة الراية: تغطية لأعمال حملة القسم النسائي لحزب التحرير/ولاية تونس


جريدة الراية: تغطية لأعمال حملة القسم النسائي لحزب التحرير/ولاية تونس

“العلمانيّة تمكر بأبنائنا وخلاصهم بأيدينا”

  3 من ذي الحجة 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 21 حزيران/يونيو 2023مـ

تحت هذا العنوان أطلق القسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية تونس حملة سلّط من خلالها الضوء على ما تُواجهه الأجيال النّاشئة والآباء والأمّهات من تحدّيات عقائدية وفكرية وأخلاقية في ظل نظام علماني لا يكتفي فقط بوضع العقبات في طريق تربية النشء بل يتجاوز الأمر إلى انتهاج سبيل هدم الأجيال اليانعة وسيلة للاستعمار ومنع نهضة الأمة، مُستغلا في ذلك سطوته على نظام سياسي ضعيف مُتعثّر باع أمته ودينه، ومُستغلّا مؤسسّاته المتمثّلة في الإعلام والتعليم وأجهزة دولة الحداثة المزعومة تحت رعاية غطاء تشريعيّ منبثق من الاتفاقيات الدولية الخطيرة.

تواصلت فعاليات هذه الحملة على مدى شهر تخلّلتها أعمال ميدانية وفكرية قامت بها شابات الحزب، وكانت أهم محاور العمل على النحو التالي:

المحور الأوّل: التربية العلمانيّة أُسّ الداء وسبب الانهيار الأخلاقي في البلاد.

المحور الثاني: الإسلام علاج للأمّة وقبل كلّ شيء للأجيال النّاشئة.

واختُتمت الحملة بندوة فكرية عُقدت يوم السبت 10 حزيران/يونيو 2023 تحت عنوان “كيف نُخلّص أبناءنا من براثن العلمانيّة؟” في قاعة النّدوات بمكتب حزب التحرير – أريانة، تخللتها كلمات ألقتها ثُلّة من حاملات الدّعوة حول واقع تربية النّشء في تونس والسُّبل الكفيلة بمعالجته. وكانت الكلمات على النحو التالي:

الكلمة الأولى للأستاذة فاتن الشعري بعنوان “منهج العلمانيّة في هدم تربية الأجيال النّاشئة في بلاد المسلمين”، وممّا جاء فيها: أنّ الاستعمار تنبّه منذ البدء أن تواصل إحكام سيطرته علينا سبيله الوحيد هو الإشراف على تربية عقولنا وعقول أبنائنا من بعدنا لأجيال، ولذلك عمد إلى التّدخل في أدقّ تفاصيل حياتنا معتمدا في ذلك على تسميم الأجواء الفكريّة في المجتمع عبر زرع نظام حكمه الذي يفصل الدين عن الحياة مُعتمدا أدواته التي نحصرها في ثلاثة محاور كبرى؛ أوّلا: الأسرة والتشريعات المسيّرة لها. وثانيا: سياسة التعليم. وثالثا: الإعلام والثقافة. والتي يُريد المستعمر من خلال التحكّم فيها نشر سمومه ليُحارب أمة بأكملها وذلك عن طريق محاولة طمس مستقبلها المتمثل في الجيل القادم، ولكن كلنا ثقة في أنّ الأمة لا ترضى أن تكون رهينة الاستعمار وأفكاره الهدامة.

أمّا الكلمة الثانية فكانت للأخت ريم حُرّي بعنوان “مثل المدرسة والأسرة في تربية الأجيال بالإسلام كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، وقد جاء فيها: إنّ معالجات الإسلام لا يُمكن تنفيذها في ظل منظومة فاسدة تعمل على إفساد الطفل وسلخه عن دينه لتوجد أجيالا بلا هوية. إنّ ما نحتاجه هو العمل لإيجاد دولة تصنع أجيالا رائدة، هي دولة الخلافة الراشدة. فلو نظرنا في واقعنا اليوم، سنجد أنّ زاوية النظر والثّقافة المسيّرة للدولة العلمانية، التي بدورها تُسيّر شؤوننا، هي ثقافة تتناقض مع عقيدة الإسلام التي تحملها العائلات المسلمة والمربّون في مؤسسات التعليم، فثقافة أيّ أمة هي العمود الفقري لوجودها وبقائها، فعلى هذه الثقافة تُبنى حضارتها وتتحدد أهدافها وغايتها ونمط عيشها وبهذه الثقافة ينصهر أفرادها في بوتقة واحدة.

ثمّ إنّ الإسلام جاء نظام حياة شاملاً يُعالج بنجاعة كل تفاصيل حياتنا، وإنّ المجتمع ليس مجرد جملة من الأفراد تبنى العلاقات بينهم على أساس المساواة والحرّية، بل هو جملة من الأفراد والعلاقات والمشاعر والنُظم التي يجب أن تخضع جميعها لزاوية نظر واحدة وهي أحكام الله ونواهيه، فيكون الآباء والمعلمون والأجيال الناشئة متشبعين بالإسلام وثقافته، ما يبني بينهم علاقات تقوم على الإسلام ويولد عندهم مشاعر تقوم على الإسلام، وفوق هذا كله تسيرهم جميعا نظم الإسلام التي تشرف عليها الدولة، وهذه الدولة لا تكون إلا خلافة على منهاج النبوة كما يريدها الله سبحانه وتعالى.

وأما الكلمة الثالثة فكانت للأخت منى بالحاج بعنوان “كيف تتجلى مسؤولية دولة الخلافة في بناء وتسيير منهاج للتربية يقوم على الإسلام فيحفظ للأمة أبناءها؟” وقد جاء فيها: إنّ منهج العلمانية في التربية يعتمد على المناهج التي تقطع الصلة بين المسلمين والعقيدة الإسلامية؛ وذلك من خلال تعزيز مفاهيم العلمانية والديمقراطية والحرية والتربية الجنسية وغيرها من المفاهيم التي تفرض سيادة الحضارة العدوّة لنا، أي الحضارة الغربية. ولما كان الأمر بهذه الخطورة نجد أن حزب التحرير قد درس الأمر بدقة وروية وجعل ثقافة المسلمين هي العمود الفقري لوجودهم وبقائهم لأن عليها تبنى حضارة الأمة الإسلامية، وأسّس ذلك ضمن برنامجه ومشروعه السياسي النهضوي، مفصلاً ومؤصلاً في مشروع دستور مرفق بأسبابه الموجبة. بل وبيّن كل التفاصيل في كتاب “أسس التعليم المنهجي” التي ستطبق في دولة الخلافة الراشدة قريبا إن شاء الله.

إن دولة الخلافة القادمة قادرة وبجدارة على النهوض بالمنهج التربوي من المستنقع الخطير الذي آل إليه، لتوصله إلى المكانة العليّة التي ينشدها الإسلام العظيم.

أما الكلمة الختامية فكانت للأستاذة حنان الخميري الناطقة الرسمية للقسم النسائي في المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس، وقد أجابت فيها على سؤال: كيف نخلص أبناءنا من براثن العلمانية كالآتي:

في ختام هذه الندوة التي توجت حملتنا فإننا في القسم النسائي لحزب التحرير نقول للمستعمر وأذنابه إنّه لن يهدأ لنا بال حتى ترفعوا أيديكم عن أبنائنا، وسنقاوم حتى آخر رمق لنا اتفاقياتكم المشبوهة التي تستهدفنا والتي دمرت سلفا أسركم وهي المنبثقة عن مبادئكم، فما بالك بتشريعات مخالفة لعقيدتنا؟ كيف سنقبل بها؟!

سنقول لأرباب النظام العلماني:

– أبناؤنا خط أحمر: سيبقى صوتنا مرتفعا ونحن نطالب بتغيير واقعهم وواقع الأسرة بأكملها، ونحن نطالب بحقهم في تعليم سليم ببرامج تتوافق وعقيدتهم ودينهم بلا تغريب ولا أفكار فاسدة مدمرة للأجيال.

لذلك عملنا ونعمل وسنعمل على إقامة النظام الذي يهدف حقا لتحقيق مصلحة المرأة وأسرتها في إطار تشريع لا يجبرها على التخلي عن أبنائها بدعوى المساواة والتمكين الاقتصادي وتحقيق الذات، إقامة دولة مسئولة عن الحفاظ على أبنائنا تعتمد نظام حكم يرسخ العقيدة الإسلامية ويبني شخصيات يعول عليها، نظام حكم يعدل بين الجميع رجالا ونساء فيعيد لكل مكانته في الأسرة والمجتمع، نظام حكم يمتن علاقة الأبناء بأسرهم ويجعل منهم أفرادا صالحين للأمة ويسطر تعليما وإعلاما بما يحقق النهضة والرقي. ولذلك عملنا وسنعمل على إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ونذكركم بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.

بقلم: الأستاذة هاجر بالحاج حسن – ولاية تونس

Leave a comment