عرس الديمقراطية المزيف – العراق مثالاً


عرس الديمقراطية المزيف – العراق مثالاً

الخبر: أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية باندلاع حريق بعد ظهر الأحد في مبنى يضم مخازن تابعة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات قرب مقر الوزارة وسط العاصمة العراقية بغداد.

وأفادت تقارير أن الحريق طال الحاسبات والأجهزة الإلكترونية الخاصة بالتسجيل البايومتري للناخبين.

وقال العبادي في بيان له إن التحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث، متعهدا بـ”الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة أمن البلدة ومواطنيه”.

من جهته دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي فاز ائتلافه (سائرون) في الانتخابات البرلمانية، العراقيين إلى أن يتحدوا ويمتنعوا عن المطالبة بإعادة الانتخابات.

التعليق:

كان مجلس النواب العراقي قد أقرّ في جلسة استثنائية عقدها بعد ظهر الأربعاء الفائت إجراء عملية فرز يدوي لأوراق التصويت في الانتخابات العراقية التي جرت في 12 من الشهر الماضي.

وقد صوت المجلس في الجلسة التي عقدت بحضور 172 نائبا على عدد من مواد قانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب العراقي.

وشملت مواد التعديل إلزام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعادة العد والفرز اليدوي لكل المراكز الانتخابية في عموم العراق، وانتداب تسعة قضاة لإدارة مجلس المفوضية يتولون صلاحيات مجلس المفوضين بدلا من مجلس المفوضية الحالي، على أن “يوقف أعضاء مجلس المفوضين الحاليين ومدراء مكاتب المحافظات عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق في جرائم التزوير التي أشار إليها مجلس الوزراء”.

أقول بعد مرور أكثر من 15 عاما على احتلال العراق وإزالة نظام صدام حسين، فإن كل ما وعد به من جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية ثم من تلاهم من وجوه كالحة… كل تلك الوعود بالحرية والديمقراطية والتخلص من الظلم والرفاه الاقتصادي والأمن والأمان… كل ذلك لا زال يراوح مكانه ولم يزدد وضع العراق إلا سوءا على سوء.

بل من فرْط السوء أن لا تفلح هذه الدولة بتنظيم “عرس” انتخابي بنزاهة ودون تزوير ولا شراء ذمم وتلاعب بالأصوات وعلى رؤوس الأشهاد! حتى إن إدخال الحاسبات والأجهزة الإلكترونية ـ والتي يفترض أن تكون حيادية ـ لم تفلح مع القوم… فماذا بقي من “عرسهم” الجديد؟!!

وسواء أعيدت الانتخابات أم لم تُعد، أفازت كتلة الصدر أم غيرها فإنه لا ينتظر من هكذا برلمان ونظام بائس أن يأتي بخير للعراق والعراقيين… لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الاقتصادي أو الأمني أو حتى الاجتماعي، فما بني على باطل الديمقراطية الزائفة لم ولن يأتيكم بخير أبدا.

وسيبقى الناس مشرذمين، والبلاد شبه مقطعة الأوصال، كما ستبقى ثروات البلد منهوبة مسلوبة، والأمن عملة نادرة ما بقي هذا المسخ بل المسوخ المتتالية التي أفرزتها إدارة بريمر/أمريكا.

ولن تقوم لبلاد الرافدين قائمة بدون نظام رب البشر الذي حاولوا تشويهه بـ”الداعشية”، ولكن الحق أبلج وليس بعد النور إلا الضلال.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

  28 من رمــضان المبارك 1438هـ   الموافق   الأربعاء, 13 حزيران/يونيو 2018مـ

Leave a comment